dimanche 3 novembre 2013

إنّمَا أَهْلَكَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَنّهُمْ كَانُوا إذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشّرِيفُ تَرَكُوهُ . وإذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدّ . وأيْمُ الله ، لَوْ أنّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا . محمد بن عبدالله ص


 إنّمَا أَهْلَكَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
أَنّهُمْ كَانُوا إذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشّرِيفُ تَرَكُوهُ .
 وإذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدّ .
وأيْمُ الله ،
 لَوْ أنّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمّدٍ سَرَقَتْ
لَقَطَعْتُ يَدَهَا  .
محمد بن عبدالله ص

حكمة ذئب رائعة .. قال أحد الثعالب : أيها الذئب علمني كيف اعيش في هذه الحياة قال الذئب :اذهب واقفز من تلك التلة قال الثعلب :لكن سوف تنكسر قدمي قال الذئب :لا تقلق ، سأمسك بك و عندما قفز لم يساعده الذئب فقال الثعلب :لماذا لم تمسك بي ؟ قال الذئب :هذا أول درس .. لا تثق بأحد !!

حكمة ذئب رائعة ..
قال أحد الثعالب :
 أيها الذئب علمني كيف اعيش في هذه الحياة
قال الذئب :اذهب واقفز من تلك التلة
قال الثعلب :لكن سوف تنكسر قدمي
قال الذئب :لا تقلق ، سأمسك بك
و عندما قفز لم يساعده الذئب
فقال الثعلب :لماذا لم تمسك بي ؟
قال الذئب :هذا أول درس ..
لا تثق بأحد
!!

vendredi 27 septembre 2013

القضاء والقدر بمفهوم المعتزلة المعاصرة قراءة نقدية مقارنة نايف ذياب

 

القضاء والقدر بمفهوم المعتزلة المعاصرة قراءة نقدية مقارنة نايف ذياب


القضاء والقدر بمفهوم المعتزلة المعاصرة قراءة نقدية مقارنة


ملاحظة للدخول في بحث القضاء والقدرالقرآن الكريم عربي المفردات والتراكيب معجز في نظمه، تنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلّمه الصحابة،

وفهموا أنَّ خطاب القرآن هو خطاب التوحيد والعدل.

والله الواحد العدل، يكلف الناس بما هم قادرون على فعله أو تركه، وإلاّ بطل الثواب والعقاب والمدح والذم.

والجيل الأول عَلِمَ ذلك وظهر علمه وفهمه في أقوالهم وأفعالهم.

وجاءت الفتنة 35- 40 هـ بحروبها الأربعة وثارت عاصفةً من الجدال بين الحبر والاختيار، وهي المشكلة التي سُميت بالقضاء والقدر.

وإذ احتدم الجدال توزع المسلمون فرقاً ، وانحازت الدولة الأموية ومن بعدها العباسية وأكثرية المسلمين لصورة من صور الجبر .

ومنذُ أواخر القرن الرابع الهجري، تركز عند جمهور المسلمين مفهوم الكسب، أي خلق الله للفعل حين إرادة الإنسان الكسب ، ومهما قيل فهو عين الجبر .أ

ما الفرقة الإمامية الجعفرية( الشيعة الإثنا عشرية) فتقول: " لا جبر ولا تفويض ولكنه أمر بين الأمريين" ويكتنف هذه المقولة الغموض.

وجاء المرحوم الشيخ تقي الدين النبهاني بمفهوم الدائرتين، دائرة تسيطر على الإنسان، والأخرى يسيطر عليها، ولكن أتباعه بل الحزب كله بما فيهم القائد المؤسس وقعوا جميعا في الجبر، عند مفهوم المفعولية والمتولد.

بحث القضاء والقدر، هو بحث في العدل، أي بحث في الحرية والمسؤولية والنتيجة، وجاء هذا البحث، علّه يضع الأمور في نصابها.القضاء والقدرالقضاء الإرادة الكونية، والقدر خواص الأشياءتهدف هذه القراءة التعرف على رأي المفكر " المرحوم الشيخ تقي الدين النبهاني" في موضوع ذي أهمية، ليس في الفكر الإسلامي فحسب، بل بالفكر الإنساني كله، إذ هو بحث في السببية والمسؤولية والنتيجة،
وهذه أمور متلازمة تؤدي إلى البحث في موضوع عقدي شائك، هي علاقة الله بأفعال مخلوقاته،
وهي هنا تقود إلى أحكام من آخرين على آخرين بالكفر أو الضلال،
إذا وجد الآخر، أنّ هذا القول أو ذاك مخالف لموروثه،
أو لما هو فَرِحٌ به.بحث حزب التحرير موضوع القضاء والقدر، في أكثر من كتاب، إذ كتب عن القضاء والقدر، في كتب "نظام الإسلام" ، "ومفاهيم حرب التحرير"،" وكتاب الشخصية الإسلامية الجزء الأول"،" والدوسية"،" ونداء حار"، "والفكر الإسلامي الصادر باسم محمد محمد إسماعيل عبده" وجواب سؤال أكثر من مرة، فالقضاء والقدر مبحوث من أكثر من زاوية، وفي أكثر من كتاب.يقول النبهاني رحمه الله : "إنه لا يكاد يجد مسألة من مسائل علم الكلام، إلاّ كانت ناشئةٌ عن مسألة سبق للفلاسفة اليونان أنْ بحثوها، ومسألة القضاء والقدر بهذا الاسم وبالمسمى، في بحث المتكلمة المسلمين، قد بحثها الفلاسفة اليونان واختلفوا فيها" ( ) .
وهنا يقع النبهاني بكل سهولةٍ أسيراً لفكر أهل الحديث، ولم يستطع أن يقيمَ الدليل على دعواه هذه إلا بقوله- بعد أن عدّد مسميات القضاء والقدر- :" وهذا المعنى لم يخطر ببال المسلمين، قبل ترجمة الفلسفة اليونانية، أن يبحثوه، وإنما بحثه الفلاسفة اليونان واختلفوا فيه" ( ). ويؤكد مقولته هذه إذ يقول بالدوسية:" وأما مسألة القضاء والقدر فإنها لم تأت بالكتاب، ولا في السنة، بهذين اللفظين مقرونين مع بعضهما، ولا نطق بها الصحابة، ولا التابعون، ولا كانت معرفة في أيامهم، وإنما هي مسألة حدثت بعد نقل الفلسفة اليونانية إلى العربية، وبعد دراسة علماء المسلمين لها"( ).مع هذا نرى النبهاني يقول:" وأما مسألة الإيمان بالقضاء والقدر، بهذا الاسم وبمسماها الذي جرى الخلاف في مفهومه، فلم يرد بها نص قطعي، إلا أنّ الإيمان بمسماها من العقيدة فهي مما يجب الإيمان به" ( )..

وهنا يقع النبهاني في التناقض مع نفسه، إذ يرى يونانية القضاء والقدر، ثم هو من العقيدة التي يجب الإيمان بها، على أنّ دعوى يونانية الاسم والمسمى، وأنها لم تظهر إلا بعد قراءة الفلسفة اليونانية، فهي مجرد دعوى يُعْوِزُها البرهان.يجعل النبهاني عنوانا باسم القدر، منفرداً في الدوسية مقرراً " أنَّ مسألة القدر قد جعل لها البخاري باباً خاصاً بها في الجزء الثامن- من صحيحة – باب القدر"( ) وذكرَ النبهاني طائفةً من الأحاديث، ثم قال:" إن القرآن الكريم ذكرَ آيات كثيرة في القدر، وهو موضوع من أهم مواضيع العقائد، ولذلك عَنِيَ به القرآن وعَنيت به السنة"( ).وبعدَ أن يوردَ الآيات التي جاء ذكرُ القدر، موضحاً تعدد معاني كلمة القدر مُتْبعاً الآياتِ بالحديث، يقول في تعقيبة:" فهذه الأحاديث، وتلك الآيات، تدل دلالة واضحة على معنى القدر، وأنه تقدير الله للأشياء والأعمال ولما هو كائن تقديراً حاصلاً في الأزل، وقد جاءت الآيات والأحاديث متضافرة في الدلالة على أنّ هذا هو معنى القدر"( ).ويخرج النبهاني بعد أن يؤكد أن القدر هو علم الله، بنتيجة غريبة فيقول:" وإذا كان هذا هو القدر، فإنه لا مجال للقول بأن الإنسان مجبرٌ على القيام بأعماله" ( ).وهو هنا لا يجيب عن السؤال الذي طرحه المسلمون، وهو إذا كان الدليل القطعي قد دلَّ على أن ما قدره الله وعلمه وكتبه في اللوح المحفوظ كائن ولا بدَّ، فكيف يمكن للإنسان أن يفعل غيره؟ ويقفز النبهاني فوق السؤال دون أن يقدم جواباً شافيا، إذ إجاباته هي إجابات الأشاعرة المتكلمين، مع أنه يشن حملة ضاربة على المتكلمين ومناهجهم ( ).


ولتفنيد دعوى النبهاني القائلة بأن بحث موضوع القضاء والقدر، إنما هو بسبْب من ترجمة الفلسفة اليونانية، ونتيجة التأثير بها، لا بد من عودة للحياة العلمية والفكرية للصحابة، فلقد أنكر الصحابة الجبر إنكاراً مؤكداً، فهذا أبو بكر رضي الله عنه يقول في خطبته بعد البيعة:" أيها الناس قد وليت عليكم، ولست بخيركم فإن أحسنت فأعيننوني، وإن أخطأت فقوموني"( ). فكيف يطلب أبو بكر من المسلمين تقويم الخطأ ؟

إن لم يكن قد آمن" رضي الله عنه " بالاختيار أي بمسمى القضاء والقدر وهذا ابن الخطاب " رضي الله عنه " يقضي يقطع يد السارق وجلده أسواطاً قائلاً: القطع للسرقة، والجلد لما ادعاه أنه سرق بقضاء الله( ).والمشهور عن كبار الصحابة قولهم، حين تعترضهم مسألة اجتهادية: " أقول في المسألة برأيي فإن كان صواباً فمن الله- أي بإلطافه وتوفيقه لا بإيجاده وفعله، لأنهم يعلمون أن وجود العمل منوط بهم،- فهُم موجدوه بعد أن لم يكن- وإن كان خطاً فمني ومن الشيطان، أي منهم عملاً ومن الشيطان تزييناً ووسوسة خفية.أما علي بن أبي طالب" عليه السلام" فيرد على شيخ من جنوده في صفين بقوله:" لعلك تظنه قضاءً واجباً، وقدراً حتماً، ولو كان كذلك لسقط الثواب والعقاب، وسقط الوعد والوعيد"( ) فعلي بن أبي طالب " رضي الله عنه" يستعمل كلمتي " القضاء والقدر" استعمالاً صريحاً واضحاً حين جوابه للشيخ السائل، عن مسيرة للشام أكان بقضاء الله وقدره، منكراً عليه أشد الإنكار حين فهم القضاء والقدر بمعنى الجبر.ومن المؤكد من خلال استقراء تاريخية الفكر الإسلامي، أن مسألة الاختيار والجبر في الأعمال، هي أولى المسائل التي ظهرت، إذ كثر السؤال فيها منذ تولي معاوية الخلافة، فأخذ ينادي بفكرة الجبر ليأتي له تبرير قتاله لعلي بن أبي طالب( رضى الله عنه) وليبرر قتله للمعارضة السياسية غيلة وغدراً، كما فعل مع حجر بن عدي ورفقاه، ( رضي الله عنهم) ولتبرير تصرفاته بأعطيات بيت المال للناس حسب مصلحته.

تُبيّن هذه القراءةُ السريعةُ والموجزة للحياة العملية والفكرية، حتى 60هـ تاريخ موت معاوية، مدى الخطأ الذي انساق إليه النبهاني، حين أخذ دعاوى أهل الحديث، حول قضايا علم الكلام كمسلمة لا يتطرق إليها الشك، فالقضاء والقدر سواء دُعي بالجبر والاختيار، أو بحرية الإدارة وسلبها أمر موضوع بحث في القرآن الكريم أو السن النبوية أو الحديث ، أو الآثار للصحابة والتابعين، كما يظهر من نفس أقوال النبهاني، وكما يؤكد جملة من الآيات القرآنية، والعديد من المواقف الفكرية العملية، المنقولة عن القرن الأول ( أي الجيل).ظاهرة وجود الفرق الإسلامية المتنازعة، حول اختيار الإمام والطاعة، جرّ إلى بحث القضاء والقدر، والاختلاف الفكري من قائل بالجبر، إلى قائل بالاختيار، هو حدث سابق للترجمة، بل سابق للجدل الفكرى بين المسلمين والنصارى والمجوس وغيرهم، المتسلحين بالفكر الفلسفي اليوناني، فالانقسام جاء نتيجةً طبيعةً للأحداث التي واجهت العرب المسلمين، وخاض الكل غمارها، وهي " فتنة الدار بمقدماتها وحرب صفين وحرب الجمل وفتنة( النهروان) ثم مقتل الإمام علي بن أبي طالب على تلك الصورة، وتنازل الحسن بن علي، وارتقاء معاوية الخلافة، الذي لم يتورع قبل وبعد الخلافة، عن ارتكاب أبشع صور المخاتلة والمخادعة والاغتيال!.تلك هي العوامل التي أدت إلى ظهور الفرق الإسلامية مبكراً، من محكمة" خوارج" ومتشيعة ترى أحقية علي بالطاعة، وتلقى اللوم على الناكثين والمارقين والقاسطين، بل وعلى معتزلة القتال ، واتباع لمعاوية من الشام واليمن، وأخذت كل فرقة تجادل عن نفسها، ولم يكن لمعاوية وأتباعه من إمكانية للجدال إلاّ بالقول بفكرة الجبر.والحقيقة التي لا مجال لنفيها، أن القضاء والقدر كمشكلة إسلامية بحتة، تحتاج إلى إجابة بالدليل العقلي أو السمعي، فهي لم تحدث عند المسلمين نتيجة لقراءة الفلسفة اليونانية، بل هي مشكلة إسلامية خالصة، حدث التساؤلُ عنها حين انكفأ المسلمون يقاتلون بعضهم بعضاً، والواقع يدل على أن بحث القضاء والقدر، هو بحث عقلي محض.


ورغم أن مشكلة( القضاء والقدر) استولت على مساحة كبيرة من المقولات، إلا أنها لا تزال موضع جدل ونقاش، بصورة أو أخرى، ولم تحسم بعدُ، والمتحمسون لرأي النبهاني، يتفاخرون بأن رأيه حسم الأمر نهائياً، وهم حين يدَّعون ذلك يقصدون موضوع القضاء والقدر في نظام الإسلام، وورد ملخص له بالمفاهيم بما يلي:" والنظرة العميقة المستنيرة للإنسان تُري أنه يعيش في دائرتين، إحداهما تسيطر عليه، والأخرى يسيطر عليها، أما التي تسيطر عليه، فهي الدائرة التي تنطبق فيها عليه أنظمة الوجود، فهو يسير والكون والحياة طبق نظام مخصوص لا يتخلف، ولذلك تقع الأعمال عليه في هذه الدائرة على غير إرادة منه، وهو فيها مُسير، وليس بمخير، فقد أتى إلى الدنيا على غير إرادة منه، وسيذهب منها على غير إرادته، وهو لا يملك أن يخرج على نظام الكون، ولذلك لا يُسأل عن الأعمال التي تحصل منه أو عليه في هذه الدائرة" ( ). وفي نظام الإسلام يضيف أفعالاً أخرى للدائرة التي تسيطر عليه، حين يقول:

" وأما الأفعال التي ليست في مقدوره، والتي لا قبل له بدفعها، ولا يقتضيها نظام الوجود، فهي الأفعال التي تحصل من الإنسان أو عليه، جبراً عنه، ولا يملك دفعها مطلقاً ( )هذه العبارة تحمل إشكالية، وتنقض الدائرة الاختيارية، وتعيدنا مرة أخرى إلى مشكلة القضاء والقدر، الأمر الذي دعاني لأن أُرسل للشيخ النبهاني سؤالاً متعلقاً لهذه العبارة ، هو السؤال الثاني: تقع أفعالٌ من أفراد من بني الإنسان على آخرين، كالسجن الواقع على أفراد من قبل السلطان، وكالزنا الواقع على فتاة بالاغتصاب، وكالأذى من ضرب وتعذيب وجلد وحرق من قبل أناس، على أناس آخرين، فهل هذه الأعمال بالنسبة للآخرين أي الواقعة عليهم الأفعال هي قضاء الله فيهم ؟!.( ).وكانت الإجابة على السؤال كما يلي :

" العمل الذي يقع على الإنسان جبراً عنه، هو من قبيل القضاء سواء وقع من آخرين، أو وقع من غير آخرين"( ).ولا أظن أنَّ هذه الإجابة هي إجابة للمرحوم النبهاني، بل هي كما يظهر هي إجابة من معتمد الأردن ، فالإجابة أقل من السؤال ، ومع اعتبار هذه الإجابة هي إجابة الحزب، تكون الإجابة نافية للسبب الفعلي، فالاغتصاب للفتاة قضاءٌ قضاه الله ، ودور المغتصب تحقيق قضاء الله فيها، وإظهاره ومسؤوليته ليست في الاغتصاب، بل بكونه يقوم بفعل الاغتصاب، ( الدائرة التي يسيطر عليها) ومثل هذا الجواب، هو وجه آخر للجبرية الأشعرية( الكسب). والنبهاني يقول فعل الآخرين الاختياري، يحقق قضاء الله، ( في الواقع عليهم الفعل) إنها نفس مقولة الأشعرى!.يرفض النبهاني الأساس الذي بَنى عليه المتكلمةُ المسلمون ( أي المعتزلة ) لا غير بحث القضاء والقدر، حيثُ يقول في نظام الإسلام:" والمدقق في مسألة القضاء والقدر، يجد أن دقة البحث فيها، توجب معرفة الأساس الذي يُبني عليه البحث، وهذا الأساس ليس فعل العبد، من كونه هو الذي يخلقه، أم الله تعالى، وليس هو علم الله تعالى، من أن إرادته تعلقت بفعل العبد، فهو لا يد موجود بهذه الإرادة، وليس هو كون هذا الفعل للعبد مكتوبا في اللوح المحفوظ، فلا أن يقوم به وفق ما هو مكتوب" ( ) .


ويبقينا النبهاني في حيرتنا، حيث لم يصرح بهذا الأساس الذي يريده، فهو يرفضها " لأنه لا علاقة لها الموضوع من حيث الثواب والعقاب"( ). والعبارة موهمة، بأنه يؤسس الجبر والاختيار ( القضاء والقدر) على الثواب والعقاب، ونرى في هذا التأسيس بعض المشروعية، وهي مشروعية مقلوبة، تجعل اللاحق أساساً للسابق، ومع هذا فهو يقيم القطعية، بين هذا الأساس وبين فهمه لأكثر من موضوع.وعودة للجواب الضعيف المهلهل، الذي يرى أن الناس في موقع المفعولية لفاعل من بني الإنسان، لنرى أن كل ما يتولد من أفعال بسبب من فعل الفاعلين هو قضاء الله فيهم، فالقضاء إلالاهي هو الذي أوقع السجن على المسجون، والقضاء هو الذي أوقع الاغتصاب على الفتاة التي لها مغتصب، وكسر الأيدي الحاصل على شباب من الضفة الغربية من قبل جيش اليهود، هو قضاء الله فيهم، فلا مسؤولية لهؤلاء الفاعلين عن نتائج أفعالهم، بل المسؤولية هي عن قيامهم بالفعل، أي على الأمر بالسجن، وليس على سجن المسجون، وعلى القيام بفعل الاغتصاب، وليس على الاغتصاب الواقع على الفتاة، ومسؤولية أفراد الجيش اليهود- على القيام بفعل كسر الأيدي، وليس على كسر الأيدي، الحاصل لمن كسرت أيديهم، وهكذا فُكَّ الارتباط بين الفعل، والنتائج المتولدة أو الحاصلة من فعل الفاعلين، إذ النتائج يفعلها القضاء، جرت العادة أن تحصل حين وجود الفاعلين، وهذه النتائج هي من فعل القضاء، ليس من فعل الفاعلين، فأفعالهم هي مجرد حال.وبالرغم من تهافت هذا القول، من حيثُ إنه قول جبري واضح، يرتكز للقول بأن النتائج هذه لا يمكن دفعها بعد حصولها، ومن المعلوم أن كل ما قد تَحصّل لا يمكن فإيمان المؤمنين وكفر الجاحدين وطاعات المتقين وعصيان الفاسقين وإصلاح المصلحين وإفساد المفسدين، كل هذه بعد حصولها يستحيل دفعها، فهذه كلها في نظر أعضاء حزب التحرير هي من أفعال القضاء,.إنَّ الناظر في الأفكار المدونة في موضوع القضاء والقدر ، لا يجدُ أن هناك قولاً صريحاً للنبهاني يقول : " بأن أفعال الفاعلين تحقق قضاء الله في الآخرين ، وإنما هو مجرد فهم لأعضاء حزب التحرير في الأردن خاصة ، تسرب إليهم من فهم منحرف "للأفعال التي لا يقتضيها نظام الوجود وقعت من الإنسان أو عليه ، على غير إرادة منه ، ولا يملك دفعها مطلقاً " ولم يلاحظ تحريريو الأردن ، قول النبهاني إنها وقعت من الإنسان أو عليه ، أي أوقعها نظام الوجود ، وليس إنساناً آخر دون أن يقتضيها نظام الوجود ، ولولا تنطع معتمد الأردن عام 73 للتصدي للسؤال الذي أرسلته، رغم أن ما يظهر من حاله أنه لا يفهم التراكيب العربية ، ولو ترك السؤال يذهب للشيخ فإن من المؤكد أنه لن يجيب بهذه الإجابة النافية للسبب الفعلي .أن هذا الفهم هو وجه آخر لمقولة الأشعري ، النافية للسبب الكافي والتي تجعل للسبب الضروري( الأوضاع الوجودية) وحده الوزن ومثل هذا القول هو عين الجبر، وهي امتداد لمقولات معاوية بن أبي سفيان حين يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنما أنا قاسم والله معطي "( ).


إنَّه الخطاب السفياني ـ نسبة لمعاوية بن أبي سفيان ـ الأشعري الجبري ، يعيد انتاج نفسه بقوالب كلامية جديدة .أفعال الإنسان وأفعال القضاء والقدر" إن أفعال العباد غير مخلوقة فيهم وأنهم المحدثون لها"( أي الخالقون لأفعالهم)." إن كل فعل متولد عن أفعال العباد فهو قد أحدثه محدث الفعل بالتبعية"وإذ توصلنا إلى أن خطاب المرحوم تقي الدين النبهاني، في موضوع ( القضاء والقدر) هو الخطاب الجبري الأشعري، بعبارات جديدة، فقد آن الأوان لفهم هذا الموضوع، فهما يحل الإشكالية حلاً جذرياً، يعيد للإنسان توازنه، من خلال تحقيق نظرية الإرادة أي( الاختيار)، ونظرية الممارسة أي خلق الفعل أو إنشاؤه والنتيجة المترتبة على هذا الفعل أي المسؤولية، من حيثُ القيام بالفعل، ومن حيث آثاره في الواقع.أوصل البحث في خطاب حزب التحرير، إلى رفض دعوى يونانية القضاء والقدر، بل تبين إسلامية هذه المعرفة، وظهورها مبكراً في الفكر الإسلامي، ويكفي ذكر النقاش الذي دار بين" عمر بن الخطاب" وأبي عبيدة بن الجراح بشأن طاعون عمواس، للاستدلال على أنه بحث إسلامي، ابتدأ ولا يزال.من الممكن أن يكون قد حدث الانتفاع، بمعطيات الفكر الحرّاني والكلداني، والفلسفة اليونانية، بعد اتصال الفكر الإسلامي بهما، ولكن يجب أن يُنظرَ إلى ذلك من زاوية الانتفاع، فيما لديهم من مناهج جدل، ومجموعة مصطلحات، وبناء مقولات، دون أن يتأثر البحث في عين المقولات، فالأساس مختلفٌ كل الاختلاف بين الإسلام وغيره، من ثقافة السريان والكلدان واليونان وغيرهم.إن البحث في القضاء والقدر، هو بحث عقلي، إذ هو بحث في أمر له واقع، يقع تحت حس الإنسان مباشرة، وهو بحث في الفعل الإنساني من حيث الوجود، أو عدمه، وليس بحثا في ظروفه وأوضاعه وأحواله وممكناته، بل ولا بحث في علاقة صفات الله به، وليس بحثا في الوعد والوعيد المترتب على هذا الفعل، أو الثواب والعقاب كما يطيب لبعض المدارس الفكرية أن تطلقه، وإنما هو بحث يَنَصَبُّ على وجود الأفعال بعد أن لم تكن، إذ هو بحث في الإنسان وأفعاله، حين يكون فاعلاً على الحقيقة لأفعاله، أي بحث في فاعل الصدق والكذب، والعدل والظلم، والصلاح والفساد، والتقوى والفسق، والزواج والطلاق، والمشاركة وفسخها، وبحث في الحرب والسلم، والوفاء بالعهد ونقضه، والهدنة، وبحث في الصلاة والصيام والحج والصدقة والزكاة، والأمانة والخيانة، والقتل والقهر والغضب والضرب، والحرق والأذى والسجن، والذم والقدح، والسب والشتم، وهتك العرض، أي بحث في فاعل هذه الأفعال، أهو الإنسان؟ أم القضاء والقدر ؟ أهو خلق الله لفعل الإنسان الاختياري؟ أم هو خلق الإنسان لفعله وأحداثه؟ حسب دواعيه والامتناع عنه حسب صوارفه .ويؤدي بحث هذه الأفعال، ضرورة إلى بحث المتولدات الناتجة عن هذه الأفعال، على وجه التلازم، كموت المقتول، وسلب المال، واغتصاب الحقوق، وحرق الأشجار، وذبح الحيوان، والاعتداء على حرية إنسان يتقيده أو سجنه، والأذى الذي يلحق به في معنوياته، مثل جرح الكرامة، أو انتهاك العرض،أو الألم الحاصل من الضرب، أو الضرر الحاصل من الغش، والخداع والمخاتلة، وحلاوة الماء بتذويب السكر فيه، وحموضة الماء من عصر الليمون فيه، وتحول العنب إلى عصير، أو خمر، وتلوين القماش، وتشكيل الصور وغيرها.إنَّ كل هذه المتولدات، إنما هي فعل الإنسان الفاعل، ونتجت عن الفعل الإنساني على وجه التلازم، وكل ما هو في محل المفعولية للإنسان الفاعل، إنما هو موجود بعد أن لم يكن، تبعا لفاعله، فالقضاء ليس فاعلاً لهذه المتولدات مطلقاً، والشرع الإسلامي رتّبَ مسؤوليةً تامةً على نتيجة الفعل، في الدنيا او الآخرة، أو فيهما معاً.يخلط باحثو " القضاء والقدر" في أمر المفعولية للفعل، بين مفعولية فعل الإنسان، وبين مفعولية السنن الكونية، وبين فاعلية الإنسان، وفاعلية النظم الكونية، على شكل لا تتحدد فيه المور ولا تتبيّنُ معالمث الفهم.إن وقوع فعل الإنسان على مفعوله تابع له، وناتج عنه، وإن وقوع فعل السنن الكونية والنظم الكونية على مفعولها تابع لها، وناتج عنها، فالموت الحاصل من قتل القاتل، ليس هو الموت الحاصل عن الإصابة بمرض السرطان، ليس هو إتلاف المال الحاصل عن عاصفة هوجاء أو سبيل عَرم ، والإصابة الحادثة ، من أهوج يسوق سيارته بسرعة جنونية، ليست هي الإصابة الحادثة من خلل طارىء في السيارة ، لم يكن يعرفه السائق، وهكذا تُدرسَ نتائجُ الأفعال.يقرر الشرع الإسلامي بوضوح، مسؤولية الإنسان عن فعله، سواء ظهر فيه القصد والتنفيذ( الفعل المعتمد)، أو ظهر فيه التنفيذ دون القصد، بسبب من الخطأ أو النسيان أو الاستكراه، ولهذا فالمسؤولية الجرمية واقعة على الفعل المعتمد، والدية والتعويض واقعان على النتيجة في الحالة الثانية، والمسامحة هي رفع الإثم( الجرم) فقط، ولا يُظَنُّ بعدَ ذلك أنّ الله يلزمه المسؤولية التامة أو الناقصة، ويُدّعي بعد ذلك أن القضاء هو الفاعل، والله جل وتعالى القائل: (( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ))(فاطر: من الآية18)لا يكتفي الإسلام بمسؤولية الإنسان عن نتائج فعله المباشرة، بل هو مسؤول عن التسبيب، فلو أحدُ الناس حفرة ولم يحطها بعامل السلامة ووقع إنسان فيها أو نتج عنها ضرر في ممتلكات الآخرين، فهو مسؤول عن ذلك وجبورٌ بحكم الإلزام الإسلامي، بالتعويض عن الضرر الحاصل، ولهذا فإن التسبيب فعلٌ إنساني محض وليس فعلاً للقضاء والقدر.إنَّ القضاء والقدر يعني الوجود الكوني وخاصيته، وهو قيومية الله تعالى على خلقه، سنناً وخاصيات وقابليات، أي هي أفعال الربوبية والتدبير التي عليها الأشياء والنظم والمخلوقات، وهي أمور موجودة على الدوام، إلى حين الفناء، وسواء نتج عنها أفعالٌ كالمطر والعواصف وتلبد الغيوم واشتداد وسرعة الريح، وتآكل المعادن وفساد الأطعمة وتحلل الأنسجة الحية والمركبات العضوية، أو لم ينتج فالكون محكوم بالقضاء " الخلق والنظام" والقدر " الخاصيات والقابليات كامنة أو ظاهرة".إنَّ الكون وهو محكوم بالقضاء، فلا إمكان للسيطرة عليه من قبل الإنسان، وإذ الكون مخلوق على قابليات وخاصيات، فإن في إمكان الإنسان تسخيرها من خلال نظرية الفعل والحد والكم، ولهذا يمكنه اتقاء المرض، وإكثار الرزق، على خصائص الأشياء، مثل منع حصول الفساد في الأرزاق، من خلال استعمال الأسباب الحافظة، بل ويمكنه تصبير الحياة في الخلايا الحية.هذا هو مفهوم استخلاف الإنسان في الأرض، لِيَعمُرها، وكل ما في السموات والبحار والأرض مسخرٌ له إذ هو الكائن الأرضي الوحيد كما نعلم، القادر على التفكير، فالتفكير أهم خصائصه، بحيث إذا حُدَّ الإنسان بأنه كائن مفكر، كان هذا الحد جامعاً مانعاً.وإذْ يتنامي التفكير، وتتراكم المعرفة، فإن في مقدور الجيل الحاضر أن يفعل ما عجزت عنه الأجيال السابقة، وإن مقدور الأجيال القادمة أن تحقق ما لم تحققه نحن، على مستوى التفكير والتسخير، ولكن حذار من إطلاق ذلك، فنظرية الكم والحد تبقي الإنسان في محل الشعور بالعجز، أي أنه مخلوق لخالق، معروف بالكمالات وسيبقي الإنسان أسيراً للكم والحد، مهما نما فكره، وتراكمت معرفته، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وتتبدل السموات غير السموات، والأرض غير الأرض، وعندمها يعرف كل فرد إنساني مصيرّه فمن تحقق له الوعد فليحمد الله ومن لحقه الوعيد فلا يلومن إلا نفسه .والإصابة الحادثة ، من أهوج يسوق سيارته بسرعة جنونية، ليست هي الإصابة الحادثة من خلل طارىء في السيارة ، لم يكن يعرفه السائق، وهكذا تُدرسَ نتائجُ الأفعال .

رغم وضوح هذه العبارة وإنها تفرق في وصف النتائج فالأهوج فعل فعلا من غير قصد لإيجاد حوادث الإصابات من موت أو عاهة أو جروح أو تدمير إلاَّ إنَّه فعل فعلا منهيا عنه وهو قيادة السيارة بطيش ورعونة واستهتار فهو لا يعتبر قاتلا عمدا ويخرج عن مسؤولية القود في الإسلام لكن في الإسلام الدية المغلظة لمن قتل غير قاصد بمثقل ففرق الإسلام بين نوعين من القتل منفي عنها القصد بسبب من الحالة التي أحدثت النتائجامين



نايف ذياب

lundi 8 juillet 2013

حقيقة الانقلاب على بورقيبة عام complot contre bourguiba1962

حقيقة الانقلاب على بورقيبة عام complot contre bourguiba1962


 

اسباب المحاولة الانقلابية
تعود اسباب هذه المحاولة بعد معرفة حقيقة بورقيبة (الزعيم الوطني) في فترة ما بعد الاستقلال. و ذلك خاصة بعد تعمده لاهانة المقاومة المسلحة و التقزيم من دورها في تحرير البلاد. و ضربه لمشاعر الشعب التونسي و محاولته للقضاء هويته العربية الاسلامية وذلك مثل قرار اغلاقه لجامعة الزيتونة و افطاره المتعمد في شهر رمضان امام الجميع عند شربه لكاس عصير و هو يلقي خطاب في فيفري 1960. بالايضافة لتحقيره للجهات المهمة في تونس مثل الجنوب  الوسط الغربي و الشمال الغربي و الاستحواذ على خيراتهم الطبيعية لفائدة الشمال الشرقي و الساحل خاصة وخلق بذلك تفاوت جهوي تعاني منه تونس الى اليوم. حتى عندما ارسل ضباط للدراسة في مدرسة سان سير الفرنسية عام 56 و كان عددهم 108 افراد تم اختيارهم بعناية من الساحل و الشمال الشرقي. و لا ننسى سرقته لاموال البلاد (انصاره دائما ينفون عنه هذه التهمة) مثل الملايين التي تنفق على اعياد ميلاده. و ال2 مليون دولار التي منحتها امريكا لتونس عند زيارته لها عام 1961 و هذه الاموال دفعتها امريكا لمقاومة ازمة غذائية كانت تواجه الشعب التونسي لكنه انفق هذا المبلغ في بناء قصر سقانص في المنستير كهدية لعشيقته (وسيلة) و التي سوف يتزوجها في افريل 1962. و لا ننسى مجزرة بنزرت الرهيبة التي ارسل اليها افواجا من شباب تونس العزل من السلاح لتقتلهم الة الحرب الفرنسية و كانت بهدف شخصي على ان يكون زعيما عظيما مثل عبد الناصر 1956 و هو شي مينه...... يقول السيد عبد الكريم كيلاني من قفصة كنت جنديا في البحرية اثناء معركة بنزرت و كنت احرس بورقيبة و البعض من هواديقه و معهم اطفال صغار و هم يسبحون و يمرحون على شاطىء حلق الواد و فجاة جاء الضابط الذي اعرفه جيدا (المحجوب بن علي) لكي يخبر بورقيبة باخبار بنزرت و عندما راه بورقيبة رد عليه بعصبية ( شبيك ماشي جاي لاباس . ناقص كان تعطيني بندقية و كومبا و كاسكا و تبعثني الى بنزرت) فرجع بن علي من حيث اتى دون ان ينطق بكلمة و يقول عبد الكريم ان بورقيبة في تلك الفترة كان يعتمد في حراسته على جنود اميين و كان محق في هذا لان عند حراستي له امر احد الاطفال بان يمدني ب (قازوزة) و كانت اول مرة في حياتي اشرب هذا المشروب لذلك حبيت بورقيبة كثيرا لاني امي.   ثم ان بورقيبة كان يكن حقدا كبيرا للمقاومين خاصة مقاومي الجهات الداخلية و يقول الشيخ العربي انه في عام 1953 ارسل الينا بورقيبة من منفاه مناشير وزعها علينا ميلود البوسعدي و محمد رواشد و نحن في جبال قفصة يدعونا فيها الى الهروب الى القطر الليبي لان فرنسا بعثت الينا الجنرال (قارباي) من مدغشقر و هذا الجنرال معروف بجرائمه في مدغشقر عام 47 و قتل و اغتصب 80 الف شخص   في اول الامر استغربنا و لم نصدق ان (الزعيم ) بورقيبة قد يرسل الينا مثل هذه الرسائل الجبانة و بعد مدة تحققنا انها فعلا كانت من بورقيبة. 
و من الاسباب الاخرى للانقلاب يقول الشيخ العربي. نية بورقيبة التخلص من المقاومين بالزج بهم بدون سلاح في معركة بنزرت ولكي تحصدهم الرشاشات و الطائرات الفرنسية
فكرة الانقلاب
 الشيخ المناضل العربي العكرمي
تعود فكرة الانقلاب الى شهر مارس 1959. يقول الشيخ العربي العكرمي كنت شيخا (عمدة) في قطيس شمال مدينة قفصة. و تم استدعائي لحضور مؤتمر الحزب في سوسة. اثناء المؤتمر القى الباهي الادغم كلمته اولا و من بعده بورقيبة. و مع ان المؤتمر كان حاضرا فيه عدد هام من المقاومين فاراد ان يسدد لهم ضربة قاضية و بطريقة عنجهية حيث قال(الفلاقة ببنادقهم الصدئة يقولون اننا اخرجنا فرنسا. فرنسا اخرجتها انا بعقليتي و ديبلوماسيتي) فلم اتحمل هذا الكلام و قاطعت خطابه و خرجت من امامه. و عندما عدت الى قفصة ذهبت مباشرة الى صهري المرحوم عبد العزيز العكرمي (كان معروف بكرهه الشديد لبورقيبة) و اقترحت عليه الانقلاب على بورقيبة و قتله فكان رده (توا عرفت حقيقتو). و اتصل عبد العزيز بصديق له من نفس العرش (العكارمة) و هو مقيم مع عائلته في بنزرت منذ زمن بعيد اسمه الهادي القفصي و كان يعمل مهندس تبريد و تسخين و لعائلته ارض في منزل بورقيبة افتكها بورقيبة لبناء مصنع للفولاذ و استحواده على الجزء الباقي. فابدى الهادي رغبة شديدة في ازاحة بورقيبة. و كانت خطتنا نحن الثلاث تجميع عدد هام من المقاومين القدامى و تسليحهم و الصعود الى الجبال و اعلان انتفاضة شعبية في قفصة. و لم نكن نعطي قيمة للقوات البورقيبية الهزيلة. لكننا كنا نعطي قيمة فقط لفرنسا  لانها اكيد سوف تساعد عملائها. و في اجتماعنا نحن الثلاث في بيتي واجهتنا مشكلة وهي من اين السلاح. فقال الهادي القفصي عندي ابن عمتي وهو نقيب في الجيش و قائد الحامية هنا في قفصة و هو رجل وطني وشجاع و من عائلة مقربة من البايات و اسمه صالح حشاني. و عندما اتصل به الهادي اجتمع بنا صالح حشاني وابدى موافقته دون تردد و قال ان الحامية على ذمتكم و السلاح موجود و بامكاني ايصاله الى اي مكان تريدونه. و قد اقترح علينا صالح حشاني بان في الجيش ضباط وطنيون اعرفهم و يكنون الكره الشديد للنظام الفاسد و بامكاني اقحامهم في العملية. انا و الهادي وافقنا لكن عبد العزيز رفض او تردد. لانها سوف تتحول الى انقلاب عسكري و قد يستحوذون على السلطة و قد نعاني من دكتاتور جديد. ثم ابدى موافقته بشرط ان تكون انتفضة شعبية يدعمها الجيش. فاتصل حشاني بالصادق بن سعيد و محمد الحبيب بركية و بدورهم انظم منصف الماطري و حمادي قيزة. ثم اجتمع الهادي القفصي بالازهر الشرايطي في ضيعته بمجاز الباب و ابدى هذا الاخير تردده و وافق بعد مدة. وقع اختيار الشرايطي على قيمته النضالية ايام الاستعمار و قدرته على تجميع المقاتلين. ثم اتصل الازهر الشرايطي بصديقه ايام حرب فلسطين عمر البنبلي و ايضا اتصل الازهر بصديقه ساسي البويحيي لقدرة هذا الاخير على تجنيد شباب عرشه (اولاد بويحيى) بفضل سمعته الجيدة عندهم. اتصل عبد العزيز ايضا بالشيخ احمد الرحموني و هو زميل له في الجامعة الزيتونية و له سمعة و نفوذ في جهته تالة و القصرين. مع العلم ان الشيخ احمد الرحموني سبق ان سجنته العصابات البورقيبية في فترة ما بعد الاستقلال الداخلي لانه كان يحرض تلاميذه على عدم حضور المؤتمرات الحزبية و منعهم من الذهاب الى الجامعة الدستورية في تالة.

                                     الضابط الشهيد صالح حشاني (قائد حامية قفصة)
بداية مرحلة التنفيذ
 بدا العمل النشط لتنفيذ عملية الانقلاب بداية من صائفة 1962 و اشتد العمل في اكتوبر. لكن ظهر شبه عدم ثقة بين المدنيين من جهة و العسكريين من جهة اخرى عدى العسكري حشاني الذي بقي وفيا لاصدقائه المدنييين باعتباره من المربع الاول المخطط للانقلاب (الهادي القفصي- عبد العزيز العكرمي- الشيخ العربي العكرمي- صالح حشاني). ثم انشغل الشيخ العربي بتكوين مجموعة مسلحة نائمة تعد 620 شخص كاحتياط على اي عمل غير مسؤول من العسكريين لانهم عقدوا اجتماعات سرية في مابينهم و لانهم شعروا بانهم غير محتاجين لنا (المدنيين). و قد كلفوا البنبلي كمنسق عنهم و الهادي القفصي كمنسق عنا و حددوا ساعة الصفر بان تكون ليلة يوم الخميس 20 ديسمبر 1962
كشف العملية و القاء القبض على المجموعة
انكشفت العملية يوم الاربعاء 19 ديسمبر فقامت الميليشيات الحزبية و اعوان الحرس الوطني و الشرطة بالقاء القبض عليهم واحدا واحدا و القوا القبض على مابين 300 و 400 شخص مشتبه به و اغلقت الطرقات و انشات حواجز التفتيش في كل مكان من تونس  و تم عزل الجيش في ثكناته. وتم نقل المتهمين اولا الى وزارة الداخلية و تم التحقيق معهم من طرف عدة محققين ابرزهم الباحث (عبد الرزاق القابسي) ثم تم نقلهم الى ثكنة القرجاني في احضان الارهابي (محجوب بن علي) امر الحرس الوطني. تم تعذيبهم بشدة حتى حصل منهم بن علي على كل الاعترافات. و تم تحديد قائمة رئيسية من المتهمين تعد 25 متهما و هم الازهر الشرايطي- عبد العزيز العكرمي- الشيخ العربي العكرمي- الهادي القفصي- الحبيب الحنيني- احمد الرحموني- صالح البراطلي - المستاري بن سعيد (غائب)- ساسي البويحيي- الكفلي الشواشي-علي كشك- عز الدين شريف- العربي الصامت -احمد التيجاني علي القفصي- و قائمة العسكريين هم كبير المحرزي- عبد الصادق بن سعيد- صالح حشاني- عمر البنبلي- محمد الحبيب بركية- منصف الماطري - حمادي قيزة- و حسن مرزوق (حرس وطني). 
كيف تم الكشف عن العملية
عن طريق وشاية من احد المشاركين تم الكشف عن العملية. اشاعة دارت في تونس تقول ان الوشاية تمت عن طريق عريف مشارك في العملية اسمه (التوكابري). بعض اقارب عبد العزيز العكرمي يقولون ان العربي بالصامت هو (القواد) و قد تم سجنه بعام رمزي و لم يتم تعذيبه و عندما خرج وجد فيلا و رخصة مكتبة و بيع دخان في انتظاره. و هناك في قفصة من يقول ان عبد العزيز الشرايطي (شقيق الازهر الشرايطي ) هو الذي وشى بالعملية لانه لم يتم طرده من عمله مثل باقي اقارب المتهمين و تمت ترقيته من حارس في السجن الى موظف في البلدية. لكن الاقرب للحقيقة يقولها الشيخ العربي العكرمي. انه في الايام الخيرة قبل تنفيذ العملية اخبرني المناضل ساسي البويحيي انه ضم الينا ابن عمه (علي بن بلقاسم البويحيي) و انا اعرف هذا الشخص منذ الصراع اليوسفي البورقيبي بانه رجل غريب الاطوار و يبحث دائما عن التزكية عند الديوان السياسي لدرجة انه طلب من المجاهد الكبير علي بالحاج لوهيبي ان يمجده عند لقائه ببورقيبة بانه مناضل و مناصر لبورقيبة....قال الشيخ العربي اني عاتبت ساسي البويحيي بسبب ضمه لابن عمه لنا و قال لي ساسي ان ابن عمي تحت مسؤوليتي. و ابن عمه هذا لم يكن يحضر في اجتماعنا الاخير. و عندما كشفت العملية و القي علينا القبض علي بن بلقاسم هذا لم يكن معنا و قال لي ساسي (حسب اعتقادي  اظن ان ابن عمي هو الذي وشى بنا) . و يقول السيخ العربي في السبعينات و نحن في السجن جائنا خبر بان علي بن بلقاسم توفي بعد صراع مع مرض السرطان و سبق ان ارسله بورقيبة الى امريكا للعلاج تحت نفقة الدولة و عند مماته تم تابينه من طرف الباهي الادغم و الصادق المقدم رئيس مجلس النواب في مسقط راسه المتلوي و وصفه المقدم بانه بطل و منقذ تونس و النظام. و في عام 1988 تمت مهاجمتي لفظيا و صحافيا من طرف ساسي البويحيي و عرش اولاد بويحيى على اتهامي لابنهم القواد (علي بن بلقاسم).
المحاكمة و التعذيب المتواصل 
المحجوب بن علي كان يتفنن في تعذيب المتهمين و كان جهويا مثل الباهي الادغم حيث لم يكونوا عادلين حتى في توزيع التعذيب على المتهمين بالمقدار نفسه. حيث اذا كنت اصيل الجنوب فيومك اسود و خاصة اذا كنت من المقاومين القدامى. يقول الشيخ العربي تم تعذيبي بشدة انا و اازهر الشرايطى و خاصة هذا الاخير و قد شفقت عليه اكثر من نفسي خاصة في الفترة بعد جلسة 13 جانفي. تم تعذيب الازهر بافراط حيث تم ضربه على فمه و تكسير اسنانه و تكسير انفه الذي بقي ينزف لمدة طويلة و اظن انه فقد احد عينيه لان الدم عليها بكثافة و الحاق عدة كسور في رجليه و يدية و كا ن السفاح محجوب بن علي يقول له ( هذه ليست فرنسا يا كلب. انتم اهل الجنوب هل اصبحتم مثل البشر لكي تطالبون بالسلطة) و اصبح الازهر غير قادر على المشي لدرجة انه تم الغاء حضورنا في جلسة 17 جانفي التي تم فيها النطق بالحكم و جائتنا محكومياتنا و نحن في زنزناتنا في القرجاني. و يقول ان المحجوب كان كافرا و فاطرا لشهر رمضان مثل زعيمه و ياتينا مخمور في ذلك الشهر المعظم الذي يقابل جانفي 1963. و في شهادة اخرى لحسن المرزوق في جريدة الشروق اكتوبر 2009. يقول المرزوق ان المحجوب كان يعذبني في القرجاني بشدة و عرض عليا مقابل العفو ان اورط ضباط في الحرس الوطني ليست لهم اي علاقة بالعملية و من ابرزهم التيجاني القطاري ربما لانه اصيل الجنوب او لانه خريج عسكرية الشرق حيث كان ضابطا في المدفعية العراقية.
و يقول الشيخ العربي المحكمة كانت ارهابية باتم معنى الكلمة حيث تمت الجلسة في المحكمة العسكرية في بوشوشة في 13 جانفي 1963 و كان القاضي اسمه علي شريف اصيل قابس. لكن الاكثر خطرا علينا هم المحامين عدى المحامي الذي كلف بالدفاع عني فهو الوحيد الشريف بينهم وهو اصيل قفصة ونسيت اسمه و ربما هو السبب في انقاذي من الاعدام خاصة و اني من المربع الاول الذي خطط لللعملية و تهمتي اخطر من تهمة الازهر الشرايطي. و الشرايطي دافع عنه محامي بشع المنظر سمين وبطنه امامه و كان يتصبب عرقا في عز الشتاء حيث قال (اني الوم الحكومة على هذا العبء الذي كلفتني اياه و هو الدفاع عن المجرم و الخائن الازهر الشرايطي و اني اطلب له الاعدام). و يقول العربي جائتنا محكوميتنا و نحن في زنزناتنا يوم 17 جانفي  و كان الحكم عليا 20 سنة اشغال شاقة و كان الحكم بالاعدام على الازهر الشرايطي  عبد العزيز العكرمي  الهادي القفصي   احمد الرحموني  الحبيب الحنيني  المستاري بن سعيد (حالة فرار)  و كل العسكريين عبد الصادق بن سعيد  محمد الحبيب بركية  عمر البنبلي كبير المحزوي  صالح حشاني  المنصف الماطري  حمادي قيزة. البقية بين سنة ل العربي بالصامت و المؤبد لساسي البويحيي  عز الدين شريف و علي القفصي (والد الهادي القفصي) 10 سنوات  حسن المرزوق عامين ...... و في اليوم الموالي تم عزل المحكوم عليهم بالاعدام و نقلهم الى مكان اخر. و نحن المساجين تم نقلنا يوم 4 فيفري الى سجن غار الملح في الطريق اخبرنا احد الحراس الشرفاء ان ان زملائنا تم اعدامهم يوم 24 جانفي في بئر بورقبة تحت اشراف المحجوب بن علي و تم اعفاء الماطري و قيزة و استغربنا لماذا يتم العفو على العسكري قبل المدني. و قد اخبرنا الحارس ايضا ان عبد الصادق بن سعيد تم اعدامه ثلاث مرات لانهم اطلقوا عليهم الرصاص جماعيا ثم اطلق السفاح بن علي عليهم النار من مسدسه واحدا واحدا و بعد اثبات الوفاة من طرف الاطباء الحاضرين تبين ان بن سعيد لا يزال حيا فاتصل المحجوب بن علي ببورقيبة هاتفيا و كان رد هذا الاخير (افلقوا راسه بفاس) فتم اعدامه مرة ثالثة.
غار الملح
يوم 4 فيفري 1963 تم اخذ السجناء في الشاحنات الى سجن (كراكة) في غار الملح. فابتهج السجناء لان في ظنهم ان التعذيب قدا انتهى وانهم سوف يعاملون كمساجين سياسيين  لكن ظنهم كان خائبا. بمجرد وصولهم و هم مقيدين بالسلاسل و جدوا اعوان السجن هناك بانتظارهم بالسياط و يتزعمهم مدير السجن الارهابي (محمود مرابط). و تم ضربهم بمجرد نزولهم من الشاحنات لدرجة سلخ جلودهم. و تم ادخالهم الى عنبر (عنق الجمل). كان يتم حجزهم في بطحاء مليئة بالزجاج و هم حفاة القدمين و يتم ضربهم بمجرد خروجهم من الزجاج و ارجلهم مجروحة بشدة. اوكلوهم البراز بالخبز. الاستحمام ممنوع لمدة 7 اشهر و احيانا عاما كاملا لا يرون الضوء. حتى الحراس كانوا يتفننون بتعذيبهم و بدون امر من قادتهم و ابرزهم الحارس (محمد الامين) اصيل غار الدماء الذي كان يتعاطى الخمر و الافيون داخل السجن و يقضي لهوه في تعذيب الرجال. من شدة التعذيب توفي عدة متهمين ابرزهم الشهيد (الصحبي فرحات) اصيل قابس و كان عمره 84 عاما و كان قياديا في الحزب الدستوري القديم. و توفي ايضا الشهيد جمال ابن خير الدين الظاهري اصيل قفصة و كان يعمل في الامن في مدنين
هل انتقمت فرنسا من الازهر الشرايطي
في خطاب بورقيبة في الكاف يوم 28 ديسمبر 1962. هاجم بشدة جهة قفصة و وصف اهلها (بالمعيز) حيث قال ( انهم معيز و يريدون تكوين دولة معيز. كل ما بنيت دولة في تاريخ تونس كانوا هم الهدامين لها) و هاجم بشدة الازهر الشرايطي و شهر به على انه هو بطل الانقلاب حتى اصبح (انقلاب الازهر الشرايطي) بالرغم ان الازهر لم يكن يعلم بكل تفاصيل الانقلاب و تردد في الانضمام للمجموعة في اول الامر. و في يوم 18 جانفي 1963 كانت تونس تحتفل بذكرى ال 11 للثورة و القى بورقيبة خطابه امام الجماهير في تونس و ذكر ان الانقلابيين كانت لهم اهداف شخصية من عملهم هذا مثل ان الازهر يريد ان يصبح مشيرا في الجيش و البنبلي احتج على عدم ترقيته و الهادي القفصي ينتقم من اجل ال7 هكترات من ارض والده علي القفصي التي صودرت لبناء معمل الفولاذ في منزل بورقيبة.........و في نفس ذاك اليوم جاء وزير خارجية فرنسا الى تونس للاحتفال بحكم الاعدام الذي صدر امس و التقى بالباهي الادغم و سلمه شيك ال 2 مليون فرنك فرنسي لكي يسلمه هو الاخر الى بورقيبة. و هذه المكافاة هي التي عرضتها فرنسا عام 1954 لاي شخص يقتل الازهر الشرايطي الذي يتم الاطفال و ارمل النساء في فرنسا. و قد شدد الوزير الفرنسي على ضرورة اعدام الازهر في اقرب وقت و فعلا تم ذلك بعد 6 ايام. واخيرا انتقمت فرنسا من الازهر عن طريق ايادي تونسية عميلة و خائنة

  المتهمين و من ورائهم المحامين الارهابيين